ثلاثة : آية محكمة ، أو فريضة عادلة ، أو سنّة قائمة وما خلاهنّ فهو فضل» فذكر (صلىاللهعليهوآله) علم المبدأ والمعاد من أصول العقائد ، وعلم التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ، وعلم مسائل الحلال والحرام ، وشرايع الأحكام. فبيّن (صلىاللهعليهوآله) العلوم الدخيلة في استكمال الإنسان في عوالمه الثلاثة (عقله وروحه وبدنه) وقد جمعها علي (عليهالسلام) في عبارة موجزة : «العلم أكثر من أن تحيطوا به فخذوا من كل شيء أحسنه» هذا كله في العلم الذي له دخل في الكمال المطلق ، والسعادة الأبدية. وأما العلوم والصنايع والفنون فالناس بالفطرة يتوجهون نحوها ، فإن الدار دار الاستكمال والخروج من القوة إلى الفعلية فلا يحتاج إلى ترغيب من مرغب إلهي أو غيره ، فإن الساكن إنما يتحرك نحو المطلوب بالفطرة ، ولذلك لم يعهد تفصيل ذلك في القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، نعم أشير إليها في قوله تعالى : (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) [سورة القصص ، الآية : ٧٧] ، وما ورد عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله): «اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا» فالإنسان خلق لأجل الاستكمال والسعادة ولا ينفك عن ذلك ، وداعيه وقائده والمرغب إليه إما هو الله تعالى وأنبياؤه وأولياؤه ، أو يكون هي الفطرة التي هي جزء من السير التكاملي الموجود فيه. وفي المقام تفصيل يأتي في المحل المناسب إن شاء الله تعالى.
الثامن : ليس في قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) دلالة على أن مطلق السحر مما أوحي الى الملكين حتّى تدل بالملازمة على إباحته ، لأن الإنزال من الله تعالى أعم من ذلك خصوصا إذا كان من باب دفع الأفسد بالفاسد.
بحث روائي :
الطبرسي في الإحتجاج عن الصادق (عليهالسلام) وقد سئل من أين علم الشياطين السحر؟ قال : «من حيث عرف الأطباء الطب بعضه. تجربة ، وبعضه علاج».