صحة بعضها لا بد من رد علمه إلى أهله.
وفي العيون أيضا عن الصادق (عليهالسلام) في تفسير قوله تعالى : (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) قال (عليهالسلام): «لأنهم يعتقدون أن لا آخرة ، فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم أي لا نصيب لهم في دار بعد الدنيا ، فهم مع كفرهم لا خلاق لهم فيها».
أقول : ظاهر الحديث نفي الخلاق بنفي الموضوع أي : لا يعتقدون بأصل الآخرة ، ولكنهم على قسمين : قسم يعتقدون بها وينكرونها عملا ، وقسم آخر لا يعتقدون بها أصلا ، فنزّل (عليهالسلام) الأول منزلة الثاني لعدم الأثر لمجرد الاعتقاد بلا عمل.
بحث علمي :
السحر ضرب من ضروب التأثير النفساني وهو علم كسائر العلوم له قواعده وأحكامه وقد ورد في القرآن الكريم في ما يقرب من ستين موضعا وأكثره ورد في قصص موسى (عليهالسلام) وفرعون ولم يبين سبحانه وتعالى حقيقته ـ كما هو دأبه جلّ شأنه في الحقائق العلمية ـ ليرجع الإنسان إلى نفسه في البحث عنها والاجتهاد في تحصيلها والارتقاء في العلم كما عرفت سابقا وإذا تتبعنا موارد استعمالات لفظ السحر نرى أنه يأتي بمعنى الافتتان والفتنة ، وفي الحديث : «ان من البيان لسحرا». وهذا هو المعنى الدارج عند العامة حينما يتعجبون من شيء ويفتتنون به. يقال : سحرتنا الطبيعة عند مشاهدة بديع صنع الله تعالى فيها. ويقال : سحرنا جماله إذا افتتن به وأمثال ذلك.
وأما السحر بالمعنى العلمي فهو ضرب من التأثير النفسي المشوب بالفتنة ، وإظهار ما ليس بواقع بصورة الواقع المعبّر عنه في القرآن الكريم بالتخييل والخداع ، قال تعالى : (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) [سورة طه ، الآية : ٦٦] ، وقال تعالى : (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) [سورة الأعراف ، الآية : ١١٦] فإن الإرهاب المقارن مع