المؤمنين وهي النعمة الكاملة الدائمة الأبدية والكمال الأتم المطلق ، وهي حقيقة الإيمان التي مثلت في نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) ثم أشرقت منه (صلىاللهعليهوآله) على تابعيه وأمته الجامعة للرحمة الرحمانية والرحيمية.
قوله تعالى : (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ). ذكرت هذه الجملة المباركة في موارد كثيرة من القرآن الكريم ، كما وردت مادة (ف ض ل) في مواضع أخرى منه ، قال تعالى : (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٥٣] ، وقال جلّ شأنه : (وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) [سورة آل عمران ، الآية : ٢٥١] ، وقال تعالى : (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة الحديد ، الآية : ٢٩] إلى غير ذلك من الآيات الشريفة ، ومن أسمائه الحسنى المباركة «يا دائم الفضل».
وأصل هذه المادة تستعمل في الزيادة على ما يلزم على المعطي إعطاؤه ، وعلى ما يستحقه المعطى له ، فيكون إحسانا وزيادة فلا تطلق على عوض المال والعمل. نعم إذا أعطي زيادة على المثل أو القيمة أو المسمى كان فضلا. ومواهب الله تعالى على جميع خلقه من هذا القبيل على فرض الاستحقاق فضلا عن أنه لا وجه لأصل الاستحقاق ، فهي فضل وتفضل منه عزوجل سواء كان بالنسبة إلى المعنويات أو الماديات أو بالنسبة إلى النشآت الأخرى.
وفي الآية المباركة رد على الكفار والمشركين وعلى جميع الحاسدين بما يبين جهلهم أي أنه لا يمنعه مانع ، ولا يحوله حسد حاسد من اختصاص رحمته بمن يشاء من عباده حسب ما يراه من المصلحة فإنه ذو الفضل العظيم.
بحث روائي :
العياشي عن علي بن الحسين (عليهماالسلام): «ليس في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وفي التوراة يا أيها المساكين» ورواه الصدوق عن علي