منه عزوجل ، فإن وافقت نصرته تعالى لسعي العبد فذلك هو الفوز العظيم وإن تخلفت فهو الخسران المبين.
قوله تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ). أم هنا منقطعة بمعنى بل ، وتتضمن الاستفهام فتكون إضرابا عن عقائدهم الفاسدة بما هو أفسد. والمراد بالسؤال كل سؤال لا يصدر عن فكر وروية بل يصدر عن عناد ولجاج ، ويكون منشؤه الجهل المركب. وقد بيّن سبحانه وتعالى بعض تلك الأسئلة في آيات أخرى ، فقال تعالى : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) [سورة الإسراء ، الآية : ٩٠] والمراد بالسائل كل من تصدى له سواء كان من الكفار أو المشركين أو المنافقين.
والسؤال في الآية المباركة عام يشمل ما وقع في عصر البعثة بالنسبة إلى اصل حدوث الشريعة وما يقع بعدها إلى يوم القيامة كما قال تعالى : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [سورة المائدة ، الآية : ١٠١] واستنكار إرادتهم للسؤال يستلزم استنكار وقوع المراد بالأولى ، فهي أشد من تقبيح المراد والذم عليه ، فيصير نظير قوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [سورة القصص ، الآية : ٨٣] فنفى تعالى اصل تحقق المراد منهم بنفي اصل الإرادة.
قوله تعالى : (كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ). فقد طلب فرعون وقومه من موسى (عليهالسلام) الآيات الواحدة تلو الأخرى ولم يؤمنوا بها استكبارا منهم وعنادا ، وكذلك فعل بنو إسرائيل فإنهم سألوا موسى (عليهالسلام) أن يريهم الله تعالى جهرة كما حكى الله تعالى عنهم ، فقال عزوجل : (إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) [سورة البقرة ، الآية : ٥٥] ، وقال تعالى : (اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) [سورة الأعراف ، الآية : ١٣٨] وغير ذلك من اقتراحات بني إسرائيل على موسى (عليهالسلام) من قبل.
وقيل : إن بعضهم سأل رسول الله (صلىاللهعليهوآله) أن يجعل