النساء ، المائدة وغيرها من السور التي عدّوها.
القسم الثالث : السور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ وهي الفتح ، الحشر ، المنافقون وغيرها من السور التي ذكروها.
القسم الرابع : السور التي فيها منسوخ ، وليس فيها ناسخ وهي طه والرعد وغيرهما من السور التي عدّوها.
ولكن في هذا التفصيل خلاف بين المفسرين ، وسيأتي تفصيل كل ذلك في محله إن شاء الله تعالى.
وقد حصر بعض المفسرين جميع الآيات المنسوخة في عشرين آية ومع ذلك فيه بحث.
بحث دلالي :
قد تكرر قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ) [في آيتي : ١٠٦ ـ ١٠٧] ويمكن أن يكون الوجه في ذلك تعدد منشأ النسخ والإزالة فأطلق تارة بالنسبة إلى الأعراض والاعتباريات ، وأخرى بالنسبة إلى الجواهر والذوات كما قالت اليهود بالنسبة إلى كل منهما ، فزعموا أن قدرته تعالى محدودة بالإحداث فقط فإذا حدث يخرج عن تحت قدرته جل شأنه ، كما حكى الله تعالى عنهم (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) [سورة المائدة ، الآية : ٦٤] فأبطل تعالى في المقام كل ذلك ، وحكم بأن الأشياء كلها تحت قدرته حدوثا وبقاء أما الحدوث فبقوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وأما البقاء فلقوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
ثم إنّ إطلاق الآية المباركة : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) يشمل جميع آياته عزوجل من حيث أحكامه تعالى ، ومن جهة جماله وجلاله ، فكل شيء له آية من الجواهر والأعراض في الأرضين والسموات ، وله عزوجل في ذلك كله إبداع وإنشاء ، فهي من الأمور التشكيكية شدة وضعفا ، كمية وكيفية ، فنسخه تعالى يشمل جميع ذلك كله