الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهالسلام).
أقول : مع الغض عن أسانيد الأحاديث لا يمكن الاعتماد على متونها ، لأن النصارى مطلقا يعترفون بالتوراة ، ونبوة موسى (عليهالسلام) ، لأنّ الإنجيل متمم للتوراة ، ومشتمل على كثير من أحكامها.
بحث دلالي :
تتضمن الآيات الشريفة أمورا :
الأول : العفو والصفح عن المذنبين والصبر على أذى الأعداء وانتظار الفرصة لتهيئة العدة للغلبة عليهم.
الثاني : لا يمكن أن تتحقق الغلبة على الأعداء ما لم يوثق عرى الإيمان بين العبد وبين الله تعالى ، ثم توثيق الروابط بين الأغنياء والفقراء وتحقق الوحدة الاجتماعية ليكونوا يدا واحدة على الأعداء.
الثالث : العلم بأنّ ما يصدر من العبد من خير مذخور عند الله تعالى ، وأن جزاء عمله حاضر لديه عزوجل ، مما يوجب سكون النفس في العزيمة فلا يؤثر فيه تشكيك المبطلين وشبه المفسدين. ويزيد في ذلك شهود الله تعالى لأعمال العباد ، ومراقبته لعبيده ، وربوبيته العظمى لهم مما يجعل الإنسان مواظبا على ما يصدر منه من الأعمال والأقوال.
الرابع : يستفاد من قوله تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) أن المدار في ارتقاء النفس بالمعنويات والفوز بالدرجات العاليات إنما هي عبادة الله تعالى وطاعته عزوجل لا مجرد التسمية بكون الشخص يهوديا أو نصرانيا أو مسلما ، والآيات المباركة في هذا المعنى كثيرة جدا والسنّة فوق حد التواتر بين المسلمين ، فمثل هذه الآيات الشريفة مطابقة للعقل والفطرة السليمة حيث جعلت المناط على العمل والحقيقة ، دون مجرد التسمية فقط ، قال تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ