المقدمات التي بينها التقدم والتأخر الزماني ، والسبق واللحوق الذاتي ، كنفس الزمان وما يكون مثله في الحصول التدريجي ، إذ كل آن من الزمان الذي هو بين العدمين مورد إرادته تعالى ، ومورد قوله (كُنْ فَيَكُونُ) وكذا جميع الممكنات من المتدرجات وغيرها ، بناء على ما هو الحق من أن مناط الحاجة هو الإمكان لا الحدوث ، ففي كل آن له تعالى شأن جديد ، وفعل حادث في جميع مخلوقاته ، فلا يشغله شأن عن شأن بل شؤونه غير متناهية بالنسبة إلى خلقه.
بحث روائي :
في الكافي عن هشام الجواليقي : «سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن قول سبحان الله ما يعني به؟ قال (عليهالسلام) تنزيهه».
أقول : أي تنزيهه عن كل ما لا يليق به ، وهذا هو معناه العرفي واللغوي أيضا.
وفي الكافي وبصائر الدرجات عن سدير عن أبي جعفر (عليهالسلام) في قول الله تعالى : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، قال (عليهالسلام): «إن الله ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله فابتدع السموات والأرضين ولم يكن قبلهنّ سموات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ).
أقول : يمكن أن يكون الاستدلال كناية عن أنه إذا لم يكن ثمّ شيء غير الماء فلا شيء حتّى يوجد الأشياء على مثاله ، مع أن الماء لم يعلم أن المراد به هو الماء الجسم الخارجي ، أو أنه كناية عن إظهار ملكه وسعة رحمته بالماء الذي هو مادة الحياة فيعم المجردات ، وسيأتي تتمة الكلام عند ذكر الآية الشريفة.
وفي الكافي والتوحيد عن صفوان بن يحيى : «قلت لأبي عبد الله (عليهالسلام) أخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق؟ قال (عليهالسلام) : الإرادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل. وأما