من الله تعالى فإرادته للفعل إحداثه لا غير ذلك ، لأنه لا يروي ، ولا يهتم ، ولا يتفكر ، وهذه الصفات منفية عنه وهي من صفات الخلق ، فإرادة الله تعالى هي الفعل لا غير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ ، ولا نطق بلسان ، ولا همهمة ، ولا تفكر ، ولا كيف لذلك ، كما أنه لا كيف له».
أقول : الروايات في بيان أن الإرادة فيه تعالى صفة الفعل كثيرة جدا. كما أن الفرق بين صفة الفعل ، وصفة الذات واضح وقد أشرنا إلى ذلك في سورة الحمد.
وأما قوله (عليهالسلام) «بلا لفظ ولا نطق ـ إلخ» فهو كناية عن نهاية السرعة في الخلق والإيجاد كما ورد في رواية أخرى : «كن منه تعالى صنع وما يكون منه هو المصنوع».
بحث كلامي :
اتفق المتكلمون على عدم المجانسة بين الله تعالى وبين مخلوقاته واستدلوا عليه بأدلة كثيرة منها قوله تعالى : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وكما وردت فيه روايات متواترة عن الأئمة الهداة (عليهمالسلام) ، وهو المستفاد من أقوال أكابر محققي الفلاسفة الإلهيين. وخلاصة ما ذكروه في ذلك يرجع إلى ما ورد عن علي (عليهالسلام): «بائن عن خلقه بينونة صفة لا بينونة عزلة» ولا يصح أن ينسب إليهم القول بالسنخية والمجانسة ، فإنه لا يمكن أن يلتزموا بلوازمها ، مع جلالة مقامهم ، وقد تقدم بعض الكلام في آخر سورة الحمد. وعلى هذا فينتفي موضوع الولد له تعالى رأسا ، لأنّه مستلزم للسنخية والمجانسة ، وهي ممتنعة بالنسبة إليه.
فالآية المباركة تدل على امتناع المدّعى بوجوه :
الأول : قوله تعالى : (سُبْحانَهُ) فإنه دليل إجمالي على تنزهه عن جميع ما لا يليق به ، فإنه أحدي الذات ، واحدي الصفات ليس كمثله شيء. كما ورد في سورة الإخلاص ، فقد روي أنه جاء نفر من اليهود إلى نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) وقالوا : «انسب لنا ربك؟ فأنزل الله