وفقه في الماضي ، فهو خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل.
وأما الثاني : فقد نسب إلى نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) بأسناد غير نقية قول : «آمين» بعد تمام الحمد. فالمقام مقام الحمد لله تعالى على هذه النعمة العظيمة من وقوف العبد بين يدي الله تعالى ومخاطبته معه جل شأنه ، ويرشد الى ذلك قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) [سورة الأعراف ، الآية : ٤٣] ، وقد ورد عن الصادق (عليهالسلام): «إذا قال الامام ولا الضالين فقولوا الحمد لله رب العالمين».
ثم إنّه يجوز قصد الإنشاء بجملة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) و (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) ونحوها من الآيات الكريمة مع قصد القرآنية أيضا لأنّ المتكلم في مقام إيجاد مفاهيم هذه الألفاظ لفظا والبناء على العمل طبقها خارجا.
وقد أشكل عليه جمع من المفسرين بأنّه من استعمال اللفظ في معنيين ، وهو غير جائز. (وهو مردود) : لأنّ الاستعمال الممتنع على فرض امتناعه إنما هو في ما إذا كان المعنيان فردين مستقلين في الإرادة الاستعمالية كل منهما في عرض الآخر لا في ما إذا كان أحدهما استقلاليا والآخر تبعيا. وإلّا فهو واقع كثيرا في المحاورات الصحيحة ، والمقام من هذا القبيل فيقصد القارئ القرآنية استقلالا والإنشائية تبعا والمسألة أصولية تعرضنا لها في [تهذيب الأصول].
بحث فلسفي :
المعروف بين جمع من الفلاسفة لزوم السنخية بين العلة والمعلول ، فالمباين من كل جهة لا يمكن أن يصير علة للمباين كذلك كما أنّ المباين من كل جهة لا يصدر من المباين كذلك وبنوا عليه مباحث فلسفية وعرفانية.
ولكن ظاهر قوله تعالى : (رَبِّ الْعالَمِينَ) وغيره من الآيات المباركة