عزوجل إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر يا فاجر ، يا غادر ، يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له».
أقول : وقريب من هذه الرواية روايات أخرى كثيرة الظاهرة في حصر النجاة في يوم القيامة في الخلوص والإخلاص وترك المخادعة وهو كذلك لأن المخادعة توجب سلب الأجرة على العمل لفرض أن المخادع يأتي بعمله لغيره تبارك وتعالى فلا أجر له منه.
وعن الرضا (عليهالسلام) في قوله تعالى : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) فقال (عليهالسلام): «إن الله لا يستهزئ ، ولكن يجازيهم جزاء الاستهزاء».
أقول : تقدم بيان ذلك.
بحث أخلاقي :
للنفاق سببان الأول السبب الفاعلي الثاني السبب الغائي أما سببه الفاعلي فالعمدة فيه ترجع الى عدم العقيدة بالمبدأ والمعاد أصلا أو قلتها وضعفها فلو اعتقد الإنسان بمبدإ قيوم مراقب له في جميع جهاته وأفعاله لا يحصل منه النفاق الذي هو أم مساوي الأخلاق وكلما اشتد الاعتقاد بالمبدأ واحاطته تعالى يضعف النفاق. والسبب القريب فيه يرجع إلى حب النفس والجاه وقد بينهما النبي (صلىاللهعليهوآله): «حب الدنيا رأس كل خطيئة».
وأما سببه الغائي فلا ريب في أنه ليس له غاية عقلية وإنما تكون له غايات جزئية وهمية خيالية ربما يستنكر نفس المنافق تلك الغاية لو فرض كمال عقله وإيمانه.
وأما شعبه ومراتبه فهي كثيرة منبثة على الجوانح والجوارح فالمنافق يمكن أن ينافق بقلبه كالرياء كما تقدم في البحث الروائي أو بكل واحدة من جوارحه أو بجميعها والوجوه المتصورة في هذه الصفة الشريرة على أقسام :
الأول : كونها من سنخ الطبايع غير القابلة للتغير والتبدل كسائر الطبايع