دفن أن يجعل وجهه تلقاء رسول الله (صلىاللهعليهوآله) إلى القبلة فجرت به السنة».
بحث علمي :
لله تعالى أسماء عبر عنها بالأسماء الحسنى ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [سورة الأعراف ، الآية : ١٨٠] ، وقال تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [سورة طه ، الآية : ٨]. وقد وردت في شأنها وإحصائها أخبار كثيرة من الفريقين ، سيأتي التعرض لها في محله إن شاء الله تعالى. وقد وضعوا في شرحها كتبا من العامة والخاصة ، ومن تلك الأسماء المقدسة (الرؤوف) ، كما ورد عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) ، وورد في الآيات المتقدمة : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ). واللفظ من صيغ المبالغة ، ولا مبالغة بالنسبة إليه عزوجل ؛ لأن صفاته الجمالية والجلالية غير متناهية من كل جهة كذاته الأقدس ، فالمبالغة من جهة الإضافة إلى المتعلق.
والرؤوف من صفات الذات لا من صفات الفعل ، وقابل للتشكيك شدة وضعفا باعتبار المتعلق لا باعتبار الذات.
والرأفة بالمعنى اللغوي لا يمكن إطلاقها عليه تعالى ، وهي بمعنى اللطف بعباده والتساهل معهم ، ولا تكاد تستعمل في الكراهة بخلاف الرحمة فإنها قد تكون في الكراهة للمصلحة. ولم تستعمل في القرآن الكريم ـ غالبا ـ إلّا مقرونة مع الرحمة ومقدمة عليها كذلك في أغلب الدعوات المأثورة أيضا وهي أرق منها. فيكون من تقديم الخاص على العام ، لأن الرحمة نحو محبة خاصة تستعمل غالبا في دفع المكروه وإزالة الضرر عن الغير.
والرأفة تستعمل غالبا في إيصال النفع إليه ، فيكون معنى قوله تعالى : (لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) أي يدفع المكاره والمضرات ويوصل المنافع وهما من مظاهر ربوبيته العظمى وقيموميته المطلقة على جميع ما سواه ..
كما أنّ غالب استعمالاته إنما هو بالنسبة إلى ذوي العقول والعباد