تحويل القبلة ، أو إلى الكتاب لأن مرجع الكل إلى واحد على نحو الإجمال.
قوله تعالى : (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ). المراد بالحق هنا هو ما بيّنه الله تعالى في الكتب السماوية من أوصاف النبي (صلىاللهعليهوآله) ، ونبوته ، وجملة كثيرة من معارف الإسلام وشريعته التي منها قبلته.
ونسب الكتمان إلى فريق منهم دون الجميع ، لأنهم بين معترف بالحق ومؤمن بالنبي (صلىاللهعليهوآله) ، وبين من شهد بالحق وعانده عن لجاج وعناد ، وبين من جحده عن جهل لا يعلم شيئا من كتبهم ، وقد تقدم في الآيات السابقة بعض الكلام فراجع.
قوله تعالى : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ). الحق : يشمل إرادته تعالى التكوينية والتشريعية ، فهو تعالى حق ، ولا حق إلّا منه.
وقد استعمل (الحق) في القرآن الكريم بوجوه من الاستعمالات.
فتارة : ينسب الحق إلى ذاته الأقدس ، وهو تعالى حق في ذاته وبذاته قال تعالى : (فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُ) [سورة يونس ، الآية : ٣٢].
وأخرى : ينسبه إلى صفاته العليا ، قال تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) [سورة الكهف ، الآية : ٤٤].
وثالثة : إلى أفعاله المقدسة ، قال تعالى : (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ) [سورة الأحزاب ، الآية : ٣] ، وقال تعالى : (لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) [سورة الكهف ، الآية : ٢١].
ورابعة : إلى نفس القرآن العظيم ؛ قال تعالى : (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُ) [سورة فاطر ، الآية : ٣١] وقال تعالى : (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) [سورة الشورى ، الآية : ١٧].
وخامسة : إلى نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) ودينه ، قال تعالى : (أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) [سورة الفتح ، الآية : ٢٨] ، وقال