بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) [سورة البقرة ، الآية : ٢٥٣] ، وعمدة هذا الاختلاف هو العلم بالمعارف الربوبية. كما أن أولي العزم من الرسل خمسة وهم : نوح ، وابراهيم ، وموسى ، وعيسى (عليهمالسلام) ومحمد (صلىاللهعليهوآله) ؛ ويأتي وجه تسميتهم بأولي العزم في قوله تعالى : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) [سورة الأحقاف ، الآية : ٣٥].
وقد ورد أنّ عدد الأنبياء مائة الف وعشرون ألفا ، والمرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر على ما يأتي التفصيل.
والكاف في قوله تعالى «كما» للتشبيه على النعمة السابقة ، بلا فرق بين ان تكون «ما» كافة أو مصدرية.
والمعنى : انه كما جعلنا القبلة نعمة لكم وأتممناها عليكم كذلك أرسلنا رسولا منكم تعرفونه ، فانه أيضا نعمة عظيمة لكم ، لأنه يهديكم من الضلالة إلى الهدى ويرشدكم إلى سبيل الرشاد.
ويمكن أن تكون «كما» إشارة إلى دعوة إبراهيم (عليهالسلام) في قوله تعالى : (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) [سورة البقرة ، الآية : ١٢٩] ، فتكون إشارة إلى استجابة هذا الدعاء الذي هو من أهم دعواته.
والتعبير بقوله تعالى : (مِنْكُمْ) للتحريض على الإيمان به ، لكونه أقرب إليكم ، ولأنه سبب لفخركم وشرفكم. وقد عدد سبحانه بعض ما كلّفه بالنسبة إليهم ، وكلها تتعلق بأصول العقائد وتهذيب النفوس.
قوله تعالى : (يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا). تلو تأتي بمعنى المتابعة ؛ وهي في القرآن ذكر الكلمة بعد الكلمة على وجه متسق منظّم. وهي أخص من مطلق القراءة ، فان كل تلاوة قراءة وليست كل قراءة بتلاوة ، وتختص أيضا بتلاوة كتب الله المنزلة ، ولو استعملت في غيرها تكون بالعناية :
وقد وردت هذه المادة في القرآن الكريم بهيئات مختلفة ، لعل من أشدها عظمة على النفوس قوله تعالى : (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ