وأخلص أنواع الشكر وأعظمها.
وأخرى : يكون على ما يرد منه تعالى على عبده من البلايا والمحن فيشكر عليها كشكره على النعم ، وهو شكر الخواص ، وهو كالأول من أجل مقامات العارفين بالله تعالى.
وثالثة : يكون بإزاء النعمة وهو شكر العامة من الأنام ، وسيأتي في قوله تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [سورة ابراهيم ، الآية : ٧] ما يناسب المقام إن شاء الله تعالى.
بحوث المقام
بحث دلالي :
تتضمن الآيات الشريفة أمورا :
الأول : إنّ في اختيار صيغة التكلم في قوله تعالى : (أَرْسَلْنا) أو قوله تعالى : (آياتِنا) ثم توجيه الكلام إلى النبي (صلىاللهعليهوآله) إشارة إلى أنّ الاستكمال في المعارف الإلهية لا بد وان ينتهي اليه عزوجل ، وأنّ النبي (صلىاللهعليهوآله) في ذلك واسطة محضة.
وفيه إشارة إلى الاتحاد في هذه الجهة بينه تعالى وبين نبيه (صلىاللهعليهوآله) حيث شبك الكلام بالضمير الراجع إلى ذاته الأقدس والضمير الراجع إلى نبيه المقدس.
الثاني : أنّ الآيات المباركة تدل على نبوة نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) الذي لم يكن من ذاته شيء وله من ربه كل شيء فجعله منشأ الفيوضات التامة في عالم الغيب والشهادة فانه (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) [سورة النجم ، الآية : ٤].
الثالث : إنّها تدعو النّاس إلى جميع أنحاء الكمالات الظاهرية والمعنوية بالتعليم.
الرابع : أنّ مقتضى المطابقة والمجازاة بين ذكر العبد وذكره تعالى أنه بكل وجه تحقق ذكر العبد يتحقق ذكره تعالى له بمثله ونظيره مع