الله عليه وآله) ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم إلّا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم».
أقول : الوبال هو سوء العاقبة والعذاب ، وكون المجلس وبالا لتحقق الغفلة عن الله تعالى ، لأنها منشأ كل معصية ولا وبال أشد منها.
والوجه في كون ذكره (صلىاللهعليهوآله) من ذكر الله تعالى لفرض انه رسوله وينبئ عنه ، وكذا جميع أولياء الله تعالى الذين يدعون إليه تعالى.
وفي تفسير العياشي عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «قلت له : للشكر حد إذا فعله الرجل كان شاكرا؟ قال (عليهالسلام) : نعم. قلت : وما هو؟ قال : الحمد لله على كل نعمة أنعمتها عليّ ، وإن كان لكم في ما أنعم عليه حق أداء منه ، ومنه قول الله : الحمد لله الذي سخر لنا هذا».
أقول : هذا بيان لأدنى مرتبة حد الشكر ، لإتمام مراتب الشكر.
عن العياشي أيضا عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه : فمنها كفر النعم وذلك قول الله يحكي قول سليمان : (هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) وقال : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ). وقال : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ).
أقول : تقدم ما يتعلق بأقسام الكفر في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [سورة البقرة ، الآية : ٦] وفي البحث الروائي منه.
بحث عرفاني :
من أجلّ مقامات العارفين مقام الذكر ، بل هو من أعظم مظاهر حب الحبيب لمحبوبه فإن «من أحب شيئا أكثر من ذكره» ، ومن علامات الحبيب الاستهتار بذكر حبيبه ، وقد قالوا : إن المحب إذا صمت هلك ، والعارف إذا نطق هلك ، لأن الأول مجبول على ذكر الحبيب ، والثاني مأمور بستر