الأخبار الكثيرة الواردة في فضلها. وأنّ للجنّة بابا من أوسع أبوابها يسمى باب التائبين ، وهي من مظاهر رحمانيته ورحيميته اللتين هما من أوسع صفات الله تعالى العليا بل لا حد لهما أبدا ، والبحث عن التوبة من جهات كثيرة :
التوبة وتعريفها وحقيقتها :
التوبة معروفة عند كل من يقترف ذنبا ويعترف به عند الله تعالى وهي : بمعنى الاعتذار المقرون بالاعتراف المستلزم للرجوع إليه تعالى بعد البعد عنه بسبب الذنب ، وهذا هو المعنى اللغوي ، كما عرفت.
وقد عرّفها علماء الكلام والأخلاق بتعاريف متعددة هي أقرب إلى المعنى اللغوي ، ونحن نذكر تعريفين منها.
الأول : ما عن بعض علماء الكلام : أنها الندم على معصية من حيث هي مع العزم على أن لا يعود إليها إذا قدر عليها.
الثاني : ما عن بعض علماء الأخلاق : أنها الرجوع إلى الله تعالى بحل عقدة الإصرار عن القلب ثم القيام بكل حقوق الرب.
وهذان التعريفان مقتبسان مما ورد في الكتاب الكريم والسنّة المقدسة. والمستفاد من النصوص الواردة في المقام هو أن حقيقة التوبة هي الندم على الذنب كما ورد في الأثر عنه (عليهالسلام) : «كفى بالندم توبة».
وذلك لأنّ الإنسان مزيج قوى متخالفة ومركب من شهوات متعددة ، تجذب كل قوة ما يلائمها من الخير أو الشر كما هو المفصل في علم الأخلاق ، فالقوة العاقلة تجذب الإنسان إلى الفضيلة وتمنعه عن الرذيلة ، والقوة الشهوية ترغبه إلى ما تشتهيه ، والقوى الغضبية تورده إلى المهالك والأخطار إن لم يمسكها بزمام العقل. والإنسان الكامل هو المدبر لهذه القوى المتخالفة والملائم بينها بالتوفيق بينها بحيث لا تخرج كل قوة عن الحد الذي عيّن لها فيجلب بذلك سعادة الدارين. وهو في مسيره الاستكمالي لا يسلم من الموانع والعوائق التي تعيقه عن سيره إذا لم يتغلب عليها بالحكمة والتدبير ، ومن جملة تلك الموانع المعاصي والذنوب. فإذا