إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحوسب بكل شيء كان عمله في إيمانه ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره».
إن قلت : إنه قد ورد في بعض الأخبار نفي الإيمان عمن يذنب بعض الذنوب وإثبات الكفر له ، ففي الخبر عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) «لا يزني الزاني وهو مؤمن ؛ ولا يسرق السارق وهو مؤمن» ، ومثله غيره.
قلت : يحمل ذلك على نفي بعض مراتب الإيمان ، أو إثبات بعض مراتب الكفر ، ويدل عليه ما رواه زرارة عن أبي عبد الله (عليهالسلام) : «أرأيت قول رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : لا يزني الزاني وهو مؤمن ، قال (عليهالسلام) : ينزع منه روح الإيمان». ولا يدل ذلك على سلب الإيمان منهم بالكلية ، أو أنّ العاصي بذلك لا مؤمن ولا كافر كما يقوله بعض المعتزلة ، وللكلام تتمة تأتي في المحل المناسب إن شاء الله تعالى.
التوبة وزمانها :
إنّ من رحمته تعالى ومنّه على عبده أن فتح لهم باب التوبة بمصراعيه ، ومن عظيم لطفه جعله مفتوحا أمام العاصين حتى تبلغ النفس إلى الحلقوم ، ويدل على ذلك روايات مستفيضة منها ما رواه الكليني في الكافي عن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : «من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته ، ثم قال : إن السنة لكثير ، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته ، ثم قال : إن الشهر لكثير ، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته ، ثم قال : إن الجمعة لكثير ، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته ثم قال : إن يوما لكثير ، من تاب قبل ان يعاين قبل الله توبته». وروى في الكافي أيضا عن أحدهما (عليهماالسلام) : «إنّ الله عزوجل قال لآدم (عليهالسلام) : جعلت لك أن من عمل من ذريتك سيئة ثم استغفر غفرت له ، قال : يا رب زدني ، قال : جعلت لهم التوبة ـ أو بسطت لهم ـ حتّى تبلغ النفس هذه. قال : يا رب حسبي» إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة ، ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) [سورة النساء ، الآية : ١٨] أي في ما إذا عاين الموت