جمالك في كل الحقائق ظاهر |
|
وليس له إلّا جلالك ساتر |
تجليت في الأكوان خلف ستورها |
|
فنمّت بما ضمّت عليها الستائر |
وقد نسب إلى الحسين بن علي (عليهماالسلام) في بعض دعواته : «أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتّى تكون الآثار هي التي توصل إليك».
بحث أدبي :
يدل قوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) على الاعتراف والإقرار بوجود الله تعالى وتحققه فعلا ، ونفي الشريك له عزوجل وهذا هو المقصود من دعوة الأنبياء.
لكن قد يقال : إن قدّر خبر «لا» النافية لفظ ممكن أي لا إله ممكن إلّا الله فهو ممكن ويثبت الإمكان بالنسبة إليه تعالى ، وهو أعم من الوجود الفعلي ، إذ لا يلزم أن يكون كل ممكن موجودا.
وان قدر الخبر كلمة «موجود» أي لا إله موجود إلّا الله فهو موجود ، فهو وان دل على فعلية الوجود له تعالى لكن لا يدل على امتناع الشريك عنه عزوجل ، إذ ليس كل معدوم ممتنعا.
والجواب : إنّ كلمة «لا» تامة لا تحتاج إلى الخبر ، كما في ليس التامة فيكون المعنى إنّه لا تحقق للمعبود بالذات إلّا الله تعالى ، فيثبت وجوده وامتناع غيره ، مع أنه يمكن تقدير الخبر لفظ «ممكن» ولا يلزم المحذور لما أثبته الفلاسفة من أن كل ما هو ممكن بالنسبة إليه عزوجل وليس فيه نقص فهو واجب بالنسبة إليه تعالى.
وعن جمع من أكابر الفلاسفة إن كان الوجود بذاته واجبا فيثبت المطلوب وإلّا فيلازم ذلك ثبوت المطلوب وكذلك في الصفات التي لا يلزم النقص من ثبوتها لذات الوجود.
كما يصح تقدير الخبر لفظ «الموجود» أيضا ويكون نفي الوجود عن المستحق للعبادة ذاتا مساوقا لامتناعه ، لأنه لو كان ممكنا لتحقق. ولعل لظهور