في مظاهر عبودية العابد ، وليس المراد من إتيان الصّلاة هو مجرد الذكر اللساني والأفعال الخاصة الفاقدة لروح العبودية بل المراد إقامتها على وجهها المطلوب شرعا بشرائطها الخاصة لتؤثر آثارها العظيمة ، وقد ذكر لها الفقهاء شروطا خاصة مذكورة في كتب الفقه وهي شرائط الصحة. وأما شرائط القبول فقد جمعها سبحانه وتعالى في قوله : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [سورة المائدة ، الآية : ٢٧].
الأصل السادس : إيتاء الزكاة المفروضة ، وهي أقل جزء وأيسر ما فرضه الله تعالى على الأغنياء لرفع حاجة المحتاجين ، ومن تتبع تاريخ الحضارات ويلاحظ تاريخ الإسلام والمقارنة بينهما يرى بوضوح اهمية هذا التكليف في رفع كثير من المشكلات الاقتصادية الناشئة من تكتل الثروات والفقر ولقد راعى الإسلام في الزكاة المفروضة حق المالك وحق الفقير ولأجل ذلك كان لهذا التكليف أهمية عظمى في تاريخ الإسلام والمسلمين. وقد جعل الشارع لها حدودا وقيودا في الصرف والمصرف مذكورة في كتب الفقه وتعرضنا لها في كتابنا [مهذب الأحكام].
الأصل السابع : الوفاء بالعهد ، والأهمية حفظ العهد في المجتمع الإنساني أكد عليه سبحانه وتعالى في مواضع متعددة في القرآن الكريم وذلك لأن في نقض العهد انهيار للوحدة المتجانسة بين أفراد المجتمع وحلول الغدر والخيانة والفحشاء فيهم بدل الصلح والوئام والاحترام.
الأصل الثامن : الصبر وهو الركيزة الأولى في كل عمل يعمله الإنسان في حياته العملية فإن بالصبر يصل الفرد إلى كماله اللائق بحاله أو بالصبر يتصف الفرد بالأخلاق الفاضلة ، فتكون نسبته إلى سائر الخصال كنسبة الروح الى الجسد ، ونظام الأفعال التكوينية يقوم على التأني والتأمل فضلا عن الأفعال الاختيارية ، فهو محبوب في كل موطن وكل حال. وإنّما اقتصر سبحانه على ذكر «البأساء والضراء وحين البأس» لأهمية هذه المواطن ولأن الصبر فيها يمكن الإنسان على الصبر في غيرها بطريق أولى.
بل يمكن أن يكون المراد من «حين البأس» حين المجاهدة مع النفس