جزاء. وقد بين القرآن الكريم أنّ كل عمل له جزاء خاص يلائمه وقد تقدم في الآيات السابقة ما يرتبط بالمقام.
السادسة : النية وأنّ كل عمل لا بد له من نية وإعطاء الأهمية للنية والبواعث الكامنة في النفس وراء العمل ، ويعتبر أن قيمة كل عمل تدور مدار شدة التنزه ، وأن الهدف من كل عمل هو ابتغاء وجه الله تعالى.
السابعة : أنّ كل عمل لا بد أن يقرن بالاعتقاد ، كما هو ظاهر الآيات الشريفة التي يقرن فيها بين الإيمان والعمل الصالح ، قال تعالى : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [سورة سبأ ، الآية : ٤] ، وقال تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) [سورة العنكبوت ، الآية : ٩].
الإنسان كائن أخلاقي :
يتميز الإنسان عن سائر الكائنات الحية في أنه مزيج قوى متخالفة متصارعة ، فهو مركب من عقل ، وقلب وإرادة أي : له حياة عقلية ، وانفعالية ، وفاعلة. ولكل واحدة من هذه الثلاث آثارها ووظائفها التي من امتزاجها في هذا الكائن الخاص يكون إنسانا وهذا مما لا ريب فيه ، وقد دلت عليه التجارب وأثبتته البراهين العلمية.
وبتعبير آخر : وهو المتبع في علم الأخلاق ـ إنّ الإنسان مركب من قوى ثلاث : هي القوة الشهوية التي هي مصدر الرغائب من محبة المال والنساء وغيرهما من الشهوات الحيوانية ، والأفعال المنسوبة إلى هذه القوة هي الأفعال التي تجلب المنفعة ؛ كالأكل والشرب ونحو ذلك.
والقوة الغضبية ، وهي مصدر العواطف كالشجاعة ، والغضب ، والأفعال المنسوبة إليها هي الأفعال التي تدرأ المضار كالدفاع عن النفس والمال والعرض وغير ذلك.
والقوة العاقلة ، وهي التي تدبر البدن وتسوسه ، والأعمال الفكرية كلها منسوبة إلى هذه القوة.