الحج والعمرة. فقال (عليهالسلام) : إن كان بالبلد صلّى ركعتين عند مقام إبراهيم ، فإن الله تعالى يقول : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) وإن كان ارتحل وسار فلا آمره أن يرجع.
أقول : تعرضنا لذلك في أحكام صلاة الطواف في الفقه.
في تفسير القمي عن الصادق (عليهالسلام) في قوله تعالى : (طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) قال : «يعني نحياه عن المشركين وقال (عليهالسلام) لما بنى إبراهيم البيت وحج النّاس شكت الكعبة إلى الله تعالى ما تلقى من أيدي المشركين وأنفاسهم فأوحى الله تعالى إليها قري كعبة ، فإني أبعث في آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان الشجر ويتخللون».
أقول : هذا محمول على بعض مراتب التطهير ، والمراد من الآية عام يشمل الجميع أي الطهارة الظاهرية والمعنوية عن دنس الشرك والكفر.
في الكافي عن الصادق (عليهالسلام) في قوله تعالى : (طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) قال : «ينبغي للعبد أن لا يدخل مكة إلّا وهو طاهر قد غسل عرقه ، والأذى وتطهر».
أقول : تقدم وجهه.
الطبرسي عن الصادق (عليهالسلام) في قوله تعالى : (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ) قال (عليهالسلام) : «هي ثمرات القلوب أي حببهم إلى النّاس ليثوبوا إليهم».
أقول : هذا من باب التطبيق على أفضل الأفراد لا التخصيص.
بحث تاريخي :
المقام آية من آيات هذا البيت العظيم ، وقد عرفت أنّه والركن وحجر بني إسرائيل من أحجار الجنّة ، وروي عن ابن عباس أنّه قال : «ليس في الأرض من الجنّة إلّا الركن الأسود والمقام فإنهما جوهرتان من جوهر الجنّة ولو لا ما مسهما من أهل الشرك ذو عاهة إلّا شفاه الله تعالى». وإن إبراهيم (عليهالسلام) قام عليه فأثّرت فيه قدماه. كما ورد في الأثر الصحيح عن