القرآن كثير. وأخرى : يكون بمعنى الإخراج ـ والإثارة ـ من العدم إلى الوجود وهذا يختص بالله جل شأنه قال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً) [سورة الأنعام ، الآية : ٦٥]. وثالثة : يكون بالإحياء بعد الموت وهو يختص به جلت عظمته أيضا قال تعالى : (وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ) [سورة الأنعام ، الآية : ٣٦] ومن أسمائه المقدسة «يا باعث» وقد يفيض هذا المقام إلى بعض أوليائه كعيسى (عليهالسلام). والمراد بهذا الرسول هو محمد (صلىاللهعليهوآله) لما يستفاد من ضمير «فيهم» فإن الدعاء وقع في مكة وهو منحصر فيه (صلىاللهعليهوآله) فإبراهيم (عليهالسلام) رسول الله إلى ذرية هذا النبي العظيم وبه ابتدأت الدعوة إلى الحق واختتمت في نسله المبارك إلى يوم القيامة ، وقد ورد عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «أنا دعوة أبي إبراهيم». وإنما دعا أن يكون الرسول منهم لا من غيرهم ليكونوا أعزّ به ولأنّه أقرب لإجابة دعوته».
قوله تعالى : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ). أي يقرأ عليهم ، وفي لفظ التلاوة خصوصية ليست في مطلق القراءة فإنها القراءة التي يتبعها الفهم والتدبر ، والمراد بالآيات القرآن الكريم.
قوله تعالى : (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ). الكتاب هو القرآن. ومادة (ح ك م) تدل على الثبات والإتقان والاستحكام ما لم تكن افتعاليا ادعائيا وللحكمة مصاديق مختلفة وكل ما قيل فيها إنما هو دون شأنها وقد جعلها سبحانه وتعالى مدار كمال عباده وترقياتهم المعنوية وسيأتي شرح معنى الحكمة في الآيات المناسبة إن شاء الله تعالى.
والمراد بها في المقام هو أسرار الشريعة وأحكام الدين.
قوله تعالى : (وَيُزَكِّيهِمْ). مادة (ز ك ي) تأتي بمعنى النمو ويختلف ذلك باختلاف الموارد فقد يكون في المال ؛ أو في النفس يعني : نموها في المعنويات والكمالات والأخلاق الفاضلة والعلوم والمعارف الحقة. وتأتي بمعنى الطهارة لكونها من موجبات النمو والبركة. وتنسب تارة إلى العبد قال تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) [سورة الأعلى ، الآية : ١٤] ، وأخرى : إلى الله