ينحصر فيه عزوجل عقلا ونقلا كما يأتي عند قوله تعالى : (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [سورة يونس ، الآية : ٦٥] إن شاء الله تعالى. هذا في العزة الحقيقة ، والظاهرية منها في الدنيا. وقد تحصل لبعض ادعاء لكن ليس كل ادعاء حقيقة بعد قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة المنافقون ، الآية : ٨] وقول نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «من طلب العزة بغير الله ذل». وهذا الدعاء إنما كان بعد الفراغ من بناء البيت ، إذ لا يمكن تعمير هذا البيت العظيم إلّا ببقاء الحركة الدينية واستمرار المبادئ الإنسانية الكاملة ، وفي الحديث : «إنّ المؤمن أعظم حرمة من الكعبة إن الكعبة يستقل منها بالمعاول ولا يستقل من إيمان المؤمن شيئا» ولذا طلب منه إرسال الرسول ليشيد أركان العبادة.
بحوث المقام
بحث دلالي :
يظهر من الآيات المباركة أمور :
الأول : يستفاد من دعاء إبراهيم (عليهالسلام) (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) ان هذا الإسلام غير الإسلام الذي نحن عليه لأن هذا الدعاء وقع بعد طي المراحل الأولية من الإسلام مثل كسر الأصنام والإحتجاج على بطلان عبادة الشمس والقمر ، والطعن على عبادة دون الله تعالى. فهو عبارة عن العبودية المحضة وتسليم الأمر اليه تعالى التي لخصها بعضهم بقوله : «العبودية جوهرة كنهها الربوبية» والأحاديث وشواهد العقل في عظمة هذه المرتبة من الإسلام والعبودية كثيرة جدا. وبناء عليه يكون ما طلبه (عليهالسلام) لذريته إنما هم خواص ذريته ، كطلبه للإمامة لبعض الذرية ، كما عرفت.
الثاني : أنّ الإسلام الحقيقي وتسليم الأمر إليه تعالى في مقام العبودية المحضة يلازم الاصطفاء في الدنيا والصلاح في الآخرة فهما متلازمان في المبدأ والمنتهى ، وفي المراتب شدة وضعفا ، كمالا ونقصا.
الثالث : أنّ في تأخير ذكر إسماعيل (عليهالسلام) عن المفعول به في