بحث فلسفي :
قد ذكر الفلاسفة والمتكلمون للوحدة أقساما كثيرة ، وهي : إما حقة حقيقية بحال الذات وهي مختصة بالله الواحد القهار جل جلاله أو بالغير وهو إما في الجنس ، كوحدة الفرس والإنسان مثلا في الحيوانية ، أو في النوع كوحدة الأفراد والأشخاص في النوعية ، مثل زيد وعمرو ، أو عرضية من الأعراض على أقسامها التسعة كوحدة الخطوط في الكمية ، أو وحدة الألوان في الكيفية ، أو وحدة الأخوان في الإضافة إلى غير ذلك من الأقسام. هذا في الوحدة الذاتية المفهومية.
ولهم قسم آخر من الوحدة وهي الوحدة الوجودية من حيث الذات أو وحدة حقيقة الوجود والموجود وتمتاز هذه الوحدة عن غيرها بأنها عبارة عن السعة الوجودية ، وهي تارة في نفس الوجود من حيث هو مع بقاء الإضافات ، ويعبر عنه بوحدة الوجود ، وأنها مبنية على اشتراك حقيقة الوجود بين الواجب والممكن بجميع اقسامه من الجوهر والعرض مطلقا.
وأخرى : في نفس الوجود أيضا كما تقدم لكن بإسقاط جميع الإضافات والخصوصيات وعبروا عنه ب (وحدة الوجود والموجود) ولهم في المقام أقسام أخرى قد فصلت في الكتب الفلسفية ، ولعلنا نتعرض لها مع شرحها في الآيات المباركة المناسبة لها إن شاء الله تعالى.
بحث أدبي :
قد يذكر اللغويون للفظ معنى يكون لذلك المعنى لوازم متعددة ثم يذكرون كل واحد من تلك اللوازم في معاني اللفظ فيجعلونه من المشترك اللفظي ، وهذا شايع عندهم كما قدمناه.
وفي المقام أصل السفه مرض عقلي يعبر عنه بضعف العقل وخفته ومن لوازمه الهلاك والفساد وتحقير النفس وزوال النظم ، وقد جعلوا كل ذلك من معاني السفه. وهذا لا وجه له بل ينبغي أن يكون من لوازم أصل المعنى ؛ كما يقتضيه التحليل العقلي ، ولو بني على عدّ لازم المعنى معنى ، مستقلا ، لانعدم متحد اللفظ والمعنى من اللغات مطلقا. ولعل هذا من أحد