فقيل عنه ( فيه كلّ شيء إلّا التفسير ) بل هو أحقّ من تفسير الفخر بهذا الوصف وأولى به ، وإذا دلّ الكتاب على شيء ، فهو انّ المؤلف كان كثيراً ما يسبح في ملكوت السماوات والأرض بفكره ، ويطوف في نواح شتى من العلم بعقله وقلبه ، ليجلي للناس آيات الله في الآفاق وفي أنفسهم ، ثمّ ليظهر لهم بعد هذا كلّه انّ القرآن قد جاء متضمّناً لكلّ ما جاء به الإنسان من علوم ونظريات ، ولكلّ ما اشتمل عليه الكون من دلائل وأحداث ، تحقيقاً لقول الله تعالى في كتابه : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) ولكن هذا خروج بالقرآن عن قصده ، وانحراف به عن هدفه. (١)
ويلاحظ على ذيل ما ذكره الذهبي انّ المراد من « الكتاب » في الآية هو الكتاب التكويني لله سبحانه ، لا التدويني ، يظهر ذلك لمن أمعن في الآية وسياقها.
______________________
١. التفسير والمفسرون : ٢ / ٥١٧.