وعرّفه الزركشي بقوله : علم يعرف به فهم كتاب الله تعالى المنزل على نبيه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه. (١)
وأمّا موضوعه فهو كلام الله سبحانه المسمّى بالقرآن الكريم.
وأمّا مسائله فهي ما يستظهر من الآيات بما أنّه مراده سبحانه.
وأمّا الغرض منه فهو الوقوف على مراده سبحانه في مجالي المعارف والمغازي والقصص واستنباط الأحكام الشرعية منه.
ثمّ إنّ الرأي السائد بين المسلمين أنّ القرآن غير غني عن التفسير ، إمّا من جانب نفسه كتبيين معنى آية بأُختها ، أو تبيينه بكلام من نزل على قلبه.
يقول سبحانه : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (٢) ولم يقل « لتقرأ » بل قال : ( لِتُبَيِّنَ ) إشارة إلى أنّ القرآن يحتاج وراء قراءة النبي ، إلى تبيين ، فلو لم نقل أنّ جميع الآيات بحاجة إليه ، فلا أقل أنّ هناك قسماً منها يحتاج إليه بأحد الطريقين : تفسير الآية بالآية ، أو تفسيرها بكلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والذي يكشف عن حاجة القرآن إلى التبيين أُمور ، نذكر منها ما يلي :
١. إنّ أسباب النزول ، للآيات القرآنية ، كقرائن حالية اعتمد المتكلم عليها في إلقاء كلامه بحيث لو قطع النظر عنها ، وقُصِّـر إلى نفس الآية ، لصارت الآية مجملة غير مفهومة ، ولو ضمّت إليها تكون واضحة شأن كل قرينة منفصلة عن الكلام ، وإن شئت لاحظ قوله سبحانه : ( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن
______________________
١. البرهان في علوم القرآن : ١ / ٣٣. |
٢. النحل : ٤٤. |