١. « معاني القرآن » : تأليف ابن زكريا يحيى بن زياد الفرّاء ( المتوفّى ٢٠٧ هـ ) ففسر مشكل إعراب القرآن ومعانيه على هذا المنهج ، وقد طبع الكتاب في جزأين ، حقّقهما محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي.
ويبدو من ديباجة الكتاب أنّ الفرّاء شرع في تأليفه سنة ( ٢٠٤ هـ ).
والكتاب قيّم في نوعه ، وإن كان غير وافٍ بعامة مقاصد القرآن الكريم.
٢. « مجاز القرآن » لأبي عبيدة معمر بن المثنى ( المتوفّى ٢١٣ هـ ) وقيل غير ذلك.
يقول في مقدّمة الكتاب : قالوا : إنّما أُنزل القرآن بلسان عربي ومصداق ذلك في آية من القرآن ، وفي آية أُخرى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) (١) فَلم يحتج السلف ولا الّذين أدركوا وحيه إلى النبي أن يسألوا عن معانيه ، لأنّهم كانوا عرب الألسن ، فاستغنوا بعلمهم به عن المسألة عن معانيه ، وعمّا فيه ممّا في كلام العرب من وجوه الإعراب ، ومن الغريب والمعاني.
وهذا يعرب عن أنّه كان معتقداً بأنّ الإحاطة باللغة العربية ، كافية في إخراج معاني القرآن وهو كما ترى.
نعم القرآن نمط من التعبير العربي لكن ليس كل تعبير عربي غنياً عن البيان ، خصوصاً في مجال التشريع والتقنين الذي نرى تفصيله في السنّة.
ولا يقصد أبو عبيدة من المجاز ما يقابل الحقيقة ، بل يريد ما يتوقف فهم الآية على تقدير محذوف ، وما شابه ذلك ، وهو على غرار « مجازات القرآن » للشريف الرضي ـ رضوان الله عليه ـ ولكن الشريف خصّص كتابه بالمجاز بشكله المصطلح.
______________________
١. إبراهيم : ٤.