وذلك نحو قوله ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) (١) ، وقوله : ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ) (٢) وقوله : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) (٣) وقوله : ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) (٤) ونظائر ذلك.
والمتشابه : ما كان المراد به لا يعرف بظاهره بل يحتاج إلى دليل ، وذلك ما كان محتملاً لأُمور كثيرة أو أمرين ، ولا يجوز أن يكون الجميع مراداً فانّه من باب المتشابه. وإنّما سمّي متشابهاً لاشتباه المراد منه بما ليس بمراد ، وذلك نحو قوله : ( يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ) (٥) ، وقوله : ( وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) (٦) ، وقوله : ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ) (٧) ، ونظائر ذلك من الآي التي المراد منها غير ظاهرها. (٨)
٢. قال الراغب : المتشابه من القرآن ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره إمّا من حيث اللفظ أو من حيث المعنى ، فقال الفقهاء : المتشابه ما لا ينبئُ ظاهره عن مراده ، وحقيقة ذلك انّ الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب : محكم على الإطلاق ، ومتشابه على الإطلاق ، ومحكم في وجه ومشابه من وجه آخر. (٩)
٣. وقال المحقّق النهاوندي : لا ريب في أنّ آيات الكتاب العزيز قسمان : محكم ، ومتشابه.
______________________
١. البقرة : ٢٨٦. |
٢. الأنعام : ١٥١. |
٣. التوحيد : ١. |
٤. التوحيد : ٣ و ٤. |
٥. الزمر : ٥٦. |
٦. الزمر : ٦٧. |
٧. القمر : ١٤.
٨. التبيان : ١ / ٩. ومراده من قوله : « المراد منها غير ظاهرها » هو الظاهر البدوي المتزلزل ، دون الظاهر المستقر الذي ينتهى إليه المفسّر بعد الإمعان في الآية ونظائرها والقرائن الأُخرى.
٩. المفردات : مادة أول.