٢ التأويل في القرآن الكريم
التأويل مأخوذ من آل يؤول : رجع ، قال الأعشىٰ :
أُوِّل الحكم إلى أهله |
|
ليس قضائي بالهوى الجائر (١) |
ويقول ابن منظور : الأُوْل الرجوع ، أل الشيء يؤول أولاً ومآلاً : رجع ، وأوّل إليه الشيء : رجّعه ، وآلت عن الشيء : ارتددت. (٢)
وقال الراغب الإصفهاني : التأويل من الأُول ، أي الرجوع إلى الأصل ، ومنه المؤْئِل للموضع الذي يرجع إليه ، وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه ، علماً كان أو فعلاً. (٣)
إذا كان التأويل بمعنى إرجاع الشيء إلى مآله وحقيقته ، فقد استعمله القرآن في موارد ثلاثة يجمعها شيء واحد ، وهو إرجاع الشيء المبهم من الكلام والعمل والنوم إلى واقعه.
الأوّل : إرجاع الكلام المبهم إلىٰ ما قصد منه برفع الإبهام من خلال القرائن الحافّة بها ، فقوله سبحانه : ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) (٤) كلام يكتنفه
______________________
١. المقاييس : ١ ، مادة أول. |
٢. لسان العرب : ١١ ، مادة أول. |
٣. المفرادت : مادة أول. |
٤. الذاريات : ٤٧. |