التأويل في مقابل التنزيل
القرآن الكريم معجزة خالدة يشق طريقه للأجيال بمفاهيمه ومعانيه السامية ، فهو حجّة إلهية في كلّ عصر وجيل في عامّة الحوادث المختلفة صوراً والمتحدة مادة ، يقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدَّق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تُحصى عجائبُه ولا تُبلىٰ غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ». (١)
فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا تُحصى عجائبه ولا تبلىٰ غرائبه » يرشدنا إلى الإمعان في القرآن في كلّ عصر وجيل والرجوع إليه في الحوادث والطوارق ، كما أنّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وله ظهر وبطن » يرشدنا إلى أن نقف على ظهره وبطنه ، والمراد من البطن ليس هو التفسير بالرأي ، بل تحرّي المصداق المماثل للمصداق الموجود في عصر الوحي وبه فسّره الإمام الصادق عليهالسلام حيث قال : « ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، منه ما مضىٰ ، منه ما لم يجئ بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ». (٢)
______________________
١. الكافي : ٢ / ٥٩٩. |
٢. مرآة الأنوار : ٤. |