بالقرآن ، والاستثناء في الآية الأخيرة نظير الاستثناء في قوله : ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ). (١) ومن المعلوم انّ أهل السعادة محكومون بالخلود في الجنة ويشهد له ذيل الآية ، أعني : قوله : ( عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) أي غير مقطوع ، ومع ذلك فليس التقدير على وجه يخرج الأمر من يده سبحانه ، فهو في كلّ حين قادر على نقض الخلود.
وأمّا الروايات الدالّة على كونه مصوناً منه ، فنقتصر منها بما يلي :
قد تضافرت الروايات عن الأئمّة عليهمالسلام بعرض الروايات على القرآن والأخذ بموافقه وردّ مخالفه ، وقد جمعها الشيخ الحر العاملي في الباب التاسع من أبواب صفات القاضي.
روى الكليني عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ على كلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ». (٢)
وروى أيّوب بن راشد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف ». (٣)
وفي رواية أيوب بن الحر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة ، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف ». (٤)
______________________
١. هود : ١٠٨.
٢. الوسائل : الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ١٠.
٣ و ٤. الوسائل : الجزء ١٨ ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، ح ١٢ ، ١٥ وغيرها.