شبهات مثارة حول صيانة القرآن
اعتمد بعض الأخباريين في قولهم بالتحريف بوجوه لا يصلح تسميتها بشيء سوى كونها شبهاً ، وإليك بعض شبهاتهم.
روى ابن النديم ( المتوفّى ٣٨٥ هـ ) في « فهرسته » عن علي عليهالسلام انّه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي ، فأقسم أن لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن. (١)
روى اليعقوبي ( المتوفّى ٢٩٠ هـ ) في « تاريخه » : روى بعضهم أنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام كان جمعه ـ القرآن ـ لمّا قبض رسول الله ، وأتى وحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن جمعته ، وكان قد جزّأه سبعة أجزاء ، ثمّ ذكر كلّ جزء ، والسور الواردة فيه.
يلاحظ عليه : أنّ الإمعان فيما ذكره اليعقوبي انّ مصحف علي لا يخالف المصحف الموجود في سوره وآياته ، وإنّما يختلف في ترتيب السور ، وهذا يثبت انّ ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة والجامعين ، بخلاف وضع الآيات
______________________
١. فهرست ابن النديم ، نقله الزنجاني في تاريخ القرآن : ٧٦.