فالإمعان في هذا الجدول يثبت بأنّ السور الموجودة فيه ، هي نفس السور في المصحف وإنّما الاختلاف في ترتيبها ، وقد نقل الشهرستاني ـ حسب ما نقله المحقّق الزنجاني ـ ترتيب السور في مصحف عبد الله بن عباس ، فترتيب السور فيها يخالف ترتيب المصحف ولكن السور ، نفسها.
وممّا يدل على أنّ الفرق بين مصحفه عليهالسلام وسائر المصاحف كان منحصراً في كيفية ترتيب السور فقط ، ما رواه الشيخ المفيد عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : « إذا قام قائم آل محمد عليهالسلام ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن ، على ما أنزل الله ـ جلّ جلاله ـ فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم ، لأنّه يخالف فيه التأليف ». (١)
روى الفريقان عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « والذي نفسي بيده لتركبن سنّة من قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقُذة بالقذة لا تخطئون طريقهم ». (٢) وقد حرّفت اليهود والنصارى كتبهم ، فيلزم وقوع مثله في الأُمّة الإسلامية.
يلاحظ عليه : مضافاً إلى أنّه خبر واحد لا يحتج به في العقائد ، بأنّ الاستدلال لا يتم إلّا بتعيين وجه التشابه بين الأُمم السالفة والأُمّة الإسلامية ، فهناك احتمالان :
ألف : التشابه بين الأُمّتين ، في جوهر الحوادث وخصوصياتها ولبّها وكيفياتها.
______________________
١. الإرشاد للمفيد : ٣٦٥.
٢. صحيح مسلم : ٨ / ٥٧ ، باب اتباع سنن اليهود والنصارى ؛ وصحيح البخاري : ٩ / ١٠٢ ، كتاب الاعتصام ؛ وسنن الترمذي : ٥ / ٢٦ ، كتاب الإيمان.