توفّاه الله سنة ١٣٢٠ هـ. ق.
كان محدّثنا النوري مولَعاً بجمع الأخبار وتتبّع الآثار ، وله في ذلك مواقف مشهودة ، ومصنّفاته في هذا الشأن معروفة.
غير أنّ شغفه بذلك ، ربّما حاد به عن منهج الإتقان في النقل والتحديث ، ممّا أوجب سلبَ الثقة به أحياناً وفي بعض ما يرويه. ولا سيّما عند أهل التحقيق وأرباب النظر من فقهائنا الأعلام والعلماء العظام.
يقول عنه الإمام الخميني قدسسره : « وهو ـ أي الشيخ النوري ـ شخص صالح متتبّع ، إلّا أن اشتياقه بجمع الضعاف والغرائب والعجائب ، وما لا يقبله العقل السليم والرأي المستقيم ، أكثر من الكلام النافع ... ». (١)
ويقول عنه العلّامة البلاغي ـ شيخ العَلَمَين السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان ، والإمام الخوئي صاحب كتاب البيان ـ : « وإنّ صاحب فصل الخطاب من المحدّثين المكثرين المجدّين في التتبّع للشواذّ ... ». (٢)
وتساهله هذا في جمع شوارد الأخبار ، قد حطّ من قيمة تتبّعاته الواسعة واضطلاعه بمعرفة أحاديث آل البيت عليهمالسلام والتي كان مشغوفاً بها طيلة حياته العلميّة.
وقد غرّته ظواهر بعض النقول غير المعتمدة ، المأثورة عن طرق الفريقين ، مما حسبها تعني تحريفاً في كتاب الله العزيز الحميد. فكان ذلك مما أثار رغبته في جمعها وترصيفها ، غير مكترث بضعف الأسانيد ، أو نكارة المتون ، على غِرار أهل الحشو في الحديث.
______________________
١. راجع : تعليقته الكريمة على كفاية الأُصول « أنوار الهداية » ، ج ١ ، ص ٢٤٥.
٢. راجع : مقدمة تفسيره آلاء الرحمن ، ص ٢٥.