قد قسّم المختصون بعلوم القرآن النسخ إلى أقسام ثلاثة :
١. نسخ الحكم دون التلاوة.
٢. نسخ التلاوة دون الحكم.
٣. نسخ الحكم والتلاوة.
وإليك دراسة جميع الأقسام :
انّ القدر المتيقّن من النسخ هو ذاك القسم ، وقد أصفق على جوازه علماء الإسلام ، والمراد منه بقاء الآية ثابتة في الكتاب مقروءة عبْر العصور سوى انّ مضمونها قد نسخ ، فلا يجوز العمل به بعد مجيء الناسخ.
وقد اهتمّ المفسّرون بهذا النوع من النسخ وألّفوا حوله كتباً كثيرة يقف عليها من سبر المعاجم. وألّف غير واحد من أصحابنا في هذا المضمار بما يبلغ عشرين كتاباً ، وقد ذكرنا فهرس تآليفهم في ذلك المضمار في كتابنا « مفاهيم القرآن ». (١)
وأمّا عدد الآيات التي ورد عليها النسخ فهناك قولان بين الإفراط والتفريط.
فأنهاها أبو جعفر النحاس ( المتوفّى عام ٣٣٨ هـ ) إلى ١٨٠ آية في كتابه « الناسخ والمنسوخ » المطبوع ، كما قام بعضهم بإنكار أصل النسخ في القرآن الكريم فبحث عن ٣٦ آية ، وخرج بحصيلة هي إنكار النسخ في القرآن الكريم.
والحقّ هو القول الوسط ، وهو وجود النسخ في القرآن الكريم بمقدار
______________________
١. لاحظ مفاهيم القرآن : ١٠ / ٣٦٥ ـ ٣٦٨.