أكثر المفسّرين في القرون الأُولى أخذوا علم التفسير من مستسلمة أهل الكتاب ، خصوصاً فيما يرجع إلى قصص الأنبياء وسيرة أقوامهم ، فلا يمكن الاعتماد على كلام هؤلاء.
يقول المحقّق الشيخ محمد جواد البلاغي :
وأمّا الرجوع في التفسير وأسباب النزول إلى أمثال عكرمة ومجاهد وعطاء وضحاك كما ملئت كتب التفسير بأقوالهم المرسلة ، فهو ممّا لا يعذر فيه المسلم في أمر دينه فيما بينه وبين الله ولا تقوم به الحجّة ، لأنّ تلك الأقوال إن كانت روايات فهي مراسيل مقطوعة ، ولا يكون حجّة من المسانيد إلّا ما ابتنى علىٰ قواعد العلم الديني الرصينة ، ولو لم يكن من الصوارف عنهم إلّا ما ذكر في كتب الرجال لأهل السنّة لكفى. (١)
ثمّ ذكر قدسسره ما ذكره علماء الرجال في كتبهم في حقّ عكرمة ومجاهد وعطاء والضحاك وقتادة ومقاتل الذين هم المراجع في نقل كثير من الإسرائيليات والمسيحيات في تفسير الآيات.
بعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من بين أُمّة أُميّة لها ثقافتها الخاصة وتقاليدها وعاداتها ، فالقرآن الكريم يشير في كثير من الآيات إلى تلك العادات الجاهلية المتوارثة ، إنّ الاطّلاع على تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده يوضح مفاد كثير من الآيات ويكشف النقاب عنها ، فلنذكر نماذج لذلك :
أ : انّه سبحانه يذكر في سورة الأنعام تقاليد العرب وعاداتهم ويقول :
______________________
١. آلاء الرحمن : ٤٥.