٣ القرآن قطعي الدلالة (١)
قسّم الأُصوليون دلالة الكلام على معناه إلى : دلالة قطعية ، ودلالة ظنية ؛ فوصفوا دلالة النصوص على معانيها بالدلالة القطعية التي لا يحتمل خلافها ، ودلالة الظواهر دلالة ظنية تقابل الأُولى.
هذا من جانب ، ومن جانب آخر انّ نصوص القرآن بالنسبة إلى الظواهر أقل ، وبذلك أصبحت دلالة القرآن على مضامينها دلالة ظنية لا قطعية.
ولأجل وصف دلالة الظواهر على مقاصدها بالظنية ، سَهُل التصرف في القرآن الكريم بحجج عقلية أو علمية بحجّة انّ دلالة القرآن ظنية لا تقاوم الحجج الفعلية والبراهين العلمية.
ولكن وصف دلالة الآيات بالظنية يوجب كون القرآن حجّة ظنية ومعجزة غير قطعية مع أنّ الإعجاز يقوم على أساس من القطع واليقين.
فالإعجاز البياني قائم علىٰ جمال اللفظ وإناقة الظاهر من جانب ، وجمال العرض وسموّ المعنى وعلوّ المضمون من جانب آخر ، فلو كانت دلالة القرآن على الجانب الآخر ـ أي المعنى ـ دلالة ظنية يُصبح القرآن معجزة ظنية تبعاً لأخسّ
______________________
١. موضوع البحث هو النصوص والظواهر دون المجملات ، فهي خارجة عن محطّ البحث.