المنهج الأوّل ١ |
|
تفسير القرآن في ظل العقل الصريح
قد يطلق التفسير بالعقل ، ويراد به التفسير بغير النقل ، سواء أكان التفسير بالعقل الفطري ، أم بالقواعد الدارجة في المدارس الكلامية ، أو بتأويلات الباطنية ، أو الصوفية ، أو التفسير حسب العلوم الحديثة. والتفسير بالعقل بهذا المعنى يعم جميع هذا النوع من التفسير. وبهذا صار أيضاً ملاكاً لتقسيم المناهج التفسيرية إلى المنهج العقلي والنقلي.
وقد يطلق ويراد به تفسير الآيات من منظار العقل الفطري والعقل الصريح والبراهين المشرقة غير الملتوية الواضحة لكلّ أرباب العقول ، وهذا هو المراد في المقام ، وهو بهذا المعنى قسم من المناهج التفسيرية العقلية فلاحظ. (١)
وبما انّ العقل الصريح يقسم إلى عقل نظري (٢) وإلى عقل عملي (٣) ، فالآيات الواردة حول العقائد والمعارف تفسر في ظل العقل النظري ، كما أنّ الآيات الواردة حول الحقوق والأخلاق والاجتماع تفسر بما هو المسلم عند العقل العملي.
______________________
١. والعقل بالمعنى الأوّل مقسم للمناهج الستة ، وبالمعنى الثاني قسم منه.
٢ و ٣. المراد من العقل النظري : إدراك ما يجب أن يعلم ، كحاجة الممكن إلى العلة ؛ والمراد من العقل العملي ، إدراك ما يجب أن يعمل ويطبَّق على الحياة ، كقولنا : العدل حسن والظلم قبيح.