الى الموضوع الجليل «أخلاق القرآن» فأخذت أنشر في مجلة «منبر الاسلام» المصرية ، أنشر سلسلة متتابعة تحت عنوان : «من أخلاق القرآن» ، وقد بدأت هذه السلسلة بموضوع : «العفة» الذي نشر في عدد ذي القعدة سنة ١٣٨٧ ه ، يناير ١٩٦٨ م.
وخيّل اليّ حين أتممت ثلاثين فصلا أنها خاتمة مطافي في هذا المجال القرآني الكريم ، فجمعتها وضمنتها الجزء الاول من هذا الكتاب ، وجعلت عنوانه «أخلاق القرآن» بعد أن حذفت لفظة «من» التي كانت في العنوان. ولكن الله جل جلاله أراد لي أن أفهم أن القرآن كنز قد نعرف بدايته ، ولكنا لا نستطيع ان نبلغ غايته ، اذ تبين لي أن هناك مزيدا من أخلاق القرآن ، فواصلت البحث حتى كتبت عن نحو عشرين خلقا أخرى من أخلاق القرآن ، ظهرت مجتمعة في الجزء الثاني من هذا الكتاب. وعندها ظننت مرة أخرى أن المطاف سينتهي عند هذا الحد.
ولكن فضل الله الذي لا يحد ولا يعد ، أراني أن الكنز ما زال مليئا ، وما زال واسع الرحاب ممدود الاسباب ، فعدت مرة أخرى أو اصل الكتابة عن أخلاق القرآن ، حتى تجمعت هذه المجموعة التي يحملها هذا الجزء الثالث من كتابي : «أخلاق القرآن».
ومن يدري ... ان النية ما زالت معقودة على المزيد من الخطوات. وان الظن ما زال جميلا حميدا بفضل الله العظيم.
لقد ذكرت هذا هنا ليستبين للانسان أن موالاة الخطوات مع صدق النية تجعل القليل بفضل الله وحده كثيرا ، وليستبين للقارىء جزء من قصة هذا الكتاب الذي أرجو أن يجعله الله سبحانه خالصا لوجهه ، وسببا من أسباب عفوه ورضوانه.
* * *