التفويض
قال أهل اللغة : فوّض فلان الى فلان الامر ، أي وكّله فيه وردّه اليه. والتفويض هو الاتكال في الامر على آخر ، وردّه اليه ، فيقال : فوّض اليه أمره. وأفوض أمري الى الله ، أي أرده اليه.
ولقد سبق لي ان تحدثت عن «التوكل» في الجزء الثاني من كتابي «أخلاق القرآن» (١) ، وهناك تقارب بين معنى التوكل ومعنى التفويض ، حتى انه قد يعبّر في بعض الاحيان عن التوكل بلفظ التفويض ، ولكني هنا أخص فضيلة التفويض بحديث مستقل ، يظهر فيه الفرق عند علماء الاخلاق وأطباء القلوب والارواح بين التوكل والتفويض.
والتفويض فضيلة أخلاقية اسلامية قرآنية ، صرح بها الذكر الحكيم على لسان مؤمن آل فرعون ، في سورة المؤمن ، ـ أو سورة غافر ـ حيث يقول :
«فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ ، وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ ، إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ»(٢).
__________________
(١) كتاب أخلاق القرآن ، ج ٢ ص ٢١٤.
(٢) سورة غافر ، الآية ٤٤.