خفض الجناح
تقول لغة العرب : خفض فلان الشيء يخفضه خفضا هبط به ، والخفض نقيض الرفع ، والتخفيض : التسكين وتهوين الأمر ، فهو تفعيل من الخفض بمعنى الدعة والسكون ، ومنه قول أبي بكر لعائشة رضي الله عنهما : «خفّضي عليك» أي هوّني الأمر عليك ولا تحزني له.
والجناح يطلق في حقيقته على ما يخفق به الطائر عند الطيران ، وقد يطلق الجناح على يد الانسان ، أو عضده ، أو جانبه ، كما يطلق الجناح على الناحية. وخفض فلان جناحه لفلان ، أي ألان له جانبه وتواضع معه وترفق في معاملته. وكأن الانسان يهبط بنفسه كما يفعل الطائر عند هبوطه ، وذلك ليرفع الانسان غيره في المعاملة. فكأن خفض الجناح كناية عن اللين والرفق ، ومن هنا يأتي المعنى الاخلاقي لهذا التعبير : «خفض الجناح».
ولذلك يتعرض جار الله الزمخشري لبيان المعنى في قوله تعالى في سورة الشعراء :
«وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»(١)
__________________
(١) سورة الشعراء ، الآية ٢١٥.