طيب الكلام
«الطيّب» كلمة تستعمل بمعنى الحلال ، وبمعنى الطاهر ، وبمعنى النظيف ، والتطيب هو ازالة الخبث ، والطيب في الاصل هو ما تستلذه الحواس والنفس ، والطعام الطيب في الشرع هو ما كان متناولا من حيث ما يجوز ، وبقدر ما يجوز ، ومن المكان الذي يجوز ، فانه متى كان كذلك كان طيبا عاجلا وآجلا ، والا فإنه ـ وان كان طيبا عاجلا ـ لا يطيب آجلا. والطيب من الناس هو من تعرى من خبث الجهل والفسق وقبائح الاعمال ، وتحلى بالعلم والايمان ومحاسن الاعمال.
وطيب القول ـ أو طيب الحديث ـ فضيلة قرآنية جليلة الشأن ، لأن المرء بأصغريه قلبه ولسانه ، فاذا رزقه الله تعالى قلبا طاهر الاحساس ، ولسانا طيب القول ، فقد أوسع الله لعبده في الفضل والتوفيق ، ولذلك يقول بعض الأئمة : «طيب الكلام من جليل عمل البر» ، وان الكلمة الطيبة تعمل في الانسان عمل السحر ، فتهدىء روعه ، وتريح نفسه ، وتدخل بالطمأنينة والانشراح على صدره. والتوفيق للنطق بالكلمة الطيبة هبة ربانية عظيمة الشأن ، ولذلك يقول الناس : الكلمات هبات ، ولا ريب في أن الكلام هو الترجمان والدليل والبرهان على عقل الانسان وطويته ، ولذلك قيل :