حسن الظن
تقول اللغة ان الظن هو ما يحصل عن أمارة ، وهو بهذا شك ، ولكنه قد يلحقه تدبر فيصير ضربا من اليقين ، ولكنه دون يقين المعاينة ، وقد تضعف الامارة فيكون الظن توهما ، وفي هذه الحالة يكون الظن مذموما ، واذا قويت أمارته وصار ضربا من اليقين ، فان الظن يكون محمودا حينذاك.
والظن في كثير من الامور مذموم كما يقول الاصفهاني ، وكل ما لا يوثق به فهو ظنين وظنون والظن الحسن هو تغليب جانب الخير على جانب الشر ، وتجنب المسارعة بالاتهام دون برهان.
وقد قال العلماء ان حسن الظن بالله هو أن تظن أنه سيعفو عنك ، ويرحمك بواسع رحمته وأنت على طاعته ، وهذا لا يتعارض مع حذرك اذا كنت عاصيا. وحسن الظن بالناس هو أن تظن أنهم على خير ، وعلى هدى من ربهم فيما بينهم وبينه ، بل ربما كانوا عند الله أحسن منك ، وهذا في المسلمين المستورين ، وأما أهل العصيان والفسوق والاهواء الفاسدة والمجاهرين بالمعصية فلا يتأتى فيهم حسن الظن.
والقرآن الكريم قد عدّ حسن الظن في مواطنه خلقا من أخلاقه وفضيلة من فضائل المجتمع المؤمن ، فتحدث عن الظن الحسن بطريق التصريح حين قال من سورة النور وهو يتحدث عن حديث الافك :