ولا نهي ، ولا اذن ولا تصرف ، حتى يأمر النبي وينهى ويأذن ، كما قال الله تعالى في سورة الحجرات :
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ» (١).
وهذا باق الى يوم القيامة لم ينسخ ، فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته ، ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم. قال مجاهد : لا تفتأتوا على رسول الله صلىاللهعليهوآله. وقال غيره : لا تأمروا حتى يأمر ، ولا تنهوا حتى ينهى.
ومن الادب مع النبي ألا ترفع الاصوات فوق صوته ، فانه سبب لهبوط الاعمال ، فما الظن برفع الآراء ونتائج الافكار على سنته وما جاء به؟ أترى ذلك موجبا لقبول الاعمال ، ورفع الصوت فوق صوته موجب لهبوطها؟
ومن الادب معه أن لا يجعل دعاءه كدعاء غيره ، قال تعالى في سورة النور :
«لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً» (٢).
أي لا تدعوه باسمه كما يدعو بعضكم بعضا ، بل قولوا يا رسول الله ، يا نبي الله. أو لا تجعلوا دعاءه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضا ان شاء أجاب ، وان شاء ترك ، بل اذا دعاكم لم يكن لكم بد من اجابته ، ولم يسعكم التخلف عنه البتة. ومن الادب مع الرسول أنهم اذا كانوا معه على
__________________
(١) سورة الحجرات ، الآية الاولى.
(٢) سورة النور ، الآية ٦٣.