الغربة
«الغربة» خلق من أخلاق القرآن الكريم ، وفضيلة من فضائل الاسلام العظيم ، وجزء من هدي الرسول عليه الصلاة والتسليم. وقد استدل الامام الهروي في كتابه «منازل السائرين» على فضيلة «الغربة» بقوله تعالى في سورة هود :
«فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ» (١).
وقد علق الامام ابن قيم الجوزية في كتابه «مدارج السالكين» بهذه العبارة : «استشهاده بهذه الآية في هذا الباب يدل على رسوخه في العلم والمعرفة وفهم القرآن. فان الغرباء في العالم هم أهل هذه الصفة المذكورة في الآية ، وهم الذين أشار اليهم النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله : «بدأ الاسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء. قيل : ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال : الذين يصلحون اذا فسد الناس». وقد أوضح
__________________
(١) سورة هود ، الآية ١١٦.