وفي حواشي التوراة : أن تابوت الشهادة هو التابوت الذي كان فيه لوحا الشريعة الإلهية المسماة شهادة.
وزعموا أن السكينة معربة عن (شكينا) في اللغة العبرانية. وفي سفر صموئيل من سفر الملوك الأول في الأصحاح الرابع وما بعده نبأ انكسار الإسرائيليين أمام الفلسطينيين وأخذ التابوت من الإسرائيليين وأنه بقي التابوت في بلاد الفلسطينيين سبعة أشهر. في قصص مسهبة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (٢٤٩)
وقوله تعالى :
(فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ) ، أي خرج بالجيش ، لمّا رد إليهم التابوت وقبلوا ملكه ، وخرجوا معه. وكان طالوت أخذ بهم في أرض قفرة فأصابهم حرّ وعطش شديد (قالَ) لهم طالوت (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) ، أي من أشياعي الذين يقاتلون معي عدوي ، ولا يجاوزه (وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) ، أي لم يذقه. من (طعم كعلم الشيء ، إذا ذاقه مأكولا كان أو مشروبا) وفي إيثاره على (لم يشربه) إشعار بأنه محظور تناوله ولو مع الطعام. ذكره الراغب : (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ) الواحدة فإنه لا يخرج بذلك عن كونه مني. لأنه في معنى من لم يذقه.
قال الحراليّ في قراءة فتح الغين إعراب عن معنى إفرادها ، آخذة ما أخذت من قليل أو كثير ، وفي الضم ، إعلام بملئها.
(فَشَرِبُوا مِنْهُ) ، أي إلى حد الارتواء (إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) لم يشربوا إلا كما أذن الله تعالى (فَلَمَّا جاوَزَهُ) ، أي النهر (هُوَ) أي طالوت (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا) ، أي المفرطون في الشرب (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) لأنه سلبت شجاعتهم