الصحابة بمقامات عليّ (عليهالسلام) العلمية والعملية والكتب مشحونة بذلك ، فهو معجزة الدّهر ، كما هو مقتضى مقارنة أحد الثقلين بالكتاب العزيز في الحديث المتواتر عنه (صلىاللهعليهوآله) ويأتي في الموضع المناسب تتمة ذلك.
وتقدم الوجه في جعل (من) الموصولة خبرا للبر دون نفس التقوى ، وذكرنا أنّه إشارة إلى أنّ المطلوب هو الإنصاف بها دون مجرد المفهوم.
والأمر في قوله تعالى : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) إرشاد إلى حكم العقل ، سواء كان بالمعنى الحقيقي أم بالمعنى الكنائي.
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
تقدم معنى التقوى في أول السورة.
والفلاح : الظفر بالمطلوب وإدراك المقصود ، وقد ورد لفظ (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) في آيات كثيرة من القرآن العظيم كلّها من قبيل ترتب الجزاء على الشرط.
وقد تقدّم في أحد مباحثنا السابقة أنّ التقوى هي الأساس لجميع الكمالات وهي الصفة التي تكون جامعة لمكارم الأخلاق ، فهي الوسط الأخلاقي في القرآن الكريم.
وجميع الآيات التي ذكر فيها الفلاح مثبتا ـ مجرّدا عن حرف النفي ـ يستفاد منها البشارة بخلاف ما ذكر فيها حرف النفي مفردا أو جمعا.
وتقديم التقوى على الفلاح أينما ورد في القرآن الكريم من قبيل تقديم العلّة على المعلول ، ويختلف ذلك حسب اختلاف النفوس والاستعدادات.
ثم إنّ المراد بالفلاح في الآيات الكريمة الفلاح الأخروي الدائم الذي لا يزول فهو بقاء بلا فناء ، وغنى بلا فقر ، وعز بلا ذل ، وعلم بلا جهل على ما يظهر من الآيات والروايات دون الفلاح الدنيوي الذي هو عبارة عن الغنى والعز والبقاء الزائل فإنّه غير معتنى به عند أولياء الله تعالى فضلا عنه عزوجل.