شهرا لكلّ شهر اسم خاص به كان مشهورا عند العرب قبل الإسلام ، وابتداء السنة الجديدة من أول محرّم الحرام ويسمى بالسنة الهجرية تخليدا للحدث العظيم ، وهو الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، والهجرة وإن كانت في شهر ربيع الأول ، لكنّهم آثروا أن يكون ابتداء السنة من أول محرّم الحرام.
وقد وضع هذا التقويم في زمن الخليفة الثاني بمشورة من عليّ (عليهالسلام) وذلك في سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة ووقع اختيارهم على أن يكون أول السنة شهر محرم منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام.
ولكن يستفاد من بعض الروايات أنّ جعل أصل التاريخ الهجري كان بوحي من السماء فقد ورد في سند الصحيفة الملكوتية للسجاد (عليهالسلام) عن عليّ (عليهالسلام) : «أتى جبريل رسول الله (صلىاللهعليهوآله) بهذه الآية : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) [الإسراء ـ ٦٠] قال : يا جبريل على عهدي يكونون وفي زمني؟! قال : لا ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك».
ومع ذلك فقد كانوا يعملون بالسنة الشمسية في كثير من الأمور المدنية وقد تصدّى بعض العلماء للتوفيق بين السنة الهجرية والسنة الشمسية فوضع تقويما هجريا شمسيا.
ولم يكن للعرب تاريخ يجمعهم بل كان كلّ طائفة منهم تؤرخ بما وقع من الحوادث المشهورة بينهم إلا أنّ قريشا كانت تؤرخ من عام الفيل وكان عليه العمل حتى أرخ بالهجرة.
وهناك تقاويم أخرى عفا عليها الزمن وأصبحت مهجورة ، أو انحصر العمل بها عند أقوام معينين لا يتعداهم إلى غيرهم.
ثم إنّه تقدم أنّ الزمان عبارة من مجموع الشهر والأسابيع وساعات الليل