مِثْلُها) [الشورى ـ ٤٠] ، فإنّ الثانية ليست من السيئة في الواقع بل هي دفع السيئة وقوله تعالى : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل ـ ١٢٦] ، وتقدم قول نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) ، ولذلك في كلمات الفصحاء والبلغاء أمثال ونظائر وهي من شؤون الفصاحة والبلاغة في الكلام.
وأما لفظ «مع» الوارد في الآية المباركة (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) فإنّه يدلّ على المصاحبة في الجملة وتختلف استفادة أنحاء المصاحبة بحسب القرائن الداخلية أو الخارجية ، فتارة : تكون زمانية. وأخرى : مكانية. وثالثة : رتبية. ورابعة : في سائر الإضافات والجهات.
وقالوا : إنّه اسم بدليل حركة آخره ودخول التنوين عليه يقال : خرجنا من الدار معا. ودخلنا السوق معا ، ومعية الله تعالى مع خلقه معية قيومية ربوبية إحاطية فوق ما نتعقل من معنى المعية والإحاطة ومع المؤمنين أو المتقين أو الصابرين ، أو المحسنين عبارة عن النصرة ، والغلبة ، إذ لا يعقل مغلوبية من كان الله معه ولو فرض ذلك برهة من الزمن فهي عنوان الشرف ووسام الغلبة الأبدية والمغلوبية مع التقوى في الدنيا عين الغلبة الحقيقية في الآخرة كما هو المشاهد والمحسوس ، وقد تقدم في قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ) [البقرة ـ ١٥٤] ، بعض الكلام فراجع.