بحث روائي
في المجمع عن ربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في الآية المباركة (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) : «هذه أول آية نزلت في القتال ، فلما نزلت كان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) يقاتل من قاتله ويكفّ عمن كفّ عنه حتى نزلت (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) فنسخت هذه الآية».
أقول : تقدم عدم النسخ في مثل هذه الآيات بل سياق الجميع بعد رد بعضها إلى بعض ليس إلا من سنخ العام والخاص إلا أن يراد من النسخ ذلك كما هو كثير في كلماتهم.
في المجمع أيضا عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ). الآية : «نزلت هذه الآية في صلح الحديبية وذلك أنّ رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لما خرج هو وأصحابه في العام الذي أرادوا فيه العمرة وكانوا ألفا وأربعمائة فساروا حتى نزلوا الحديبية فصدّهم المشركون عن البيت الحرام فنحروا الهدي بالحديبية ثم صالحهم المشركون على أن يرجع من عامه ويعود العام القابل وتخلى له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما يشاء ، فرجع إلى المدينة من فوره فلما كان العام المقبل تجهز النبي وأصحابه لعمرة القضاء ، وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك وأن يصدّوهم عن البيت الحرام ويقاتلوهم ،